Children of Marib Between School Desks and Street Pavements

Nov 8, 2025 - 18:41
Nov 8, 2025 - 18:43
 0  6
Children of Marib Between School Desks and Street Pavements

تتزايد ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس واللجوء إلى العمل في الشوارع في محافظة مأرب، ما يعكس حجم التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأسر النازحة والمجتمع المحلي على حد سواء.

وفي شوارع المدينة المزدحمة، يمكن رؤية العشرات من الأطفال يبيعون الماء والعلكة والمناديل الورقية، أو يعملون في ورش العمل ومحطات الوقود - في سن كان ينبغي لهم أن يكونوا في الفصول الدراسية يتعلمون ويستعدون لمستقبلهم.

يقول عبد الله (١٢ عامًا)، أحد الأطفال الذين يبيعون المناديل على قارعة الطريق: "كنت أدرس في الصف الرابع الابتدائي، لكن والدي فقد وظيفته، فاضطررت للعمل لمساعدته. ربما أعود إلى المدرسة العام المقبل".

ولا تشكل قصة عبدالله استثناءً، بل تعكس واقع مئات الأطفال الذين أجبروا على ترك التعليم والانخراط في الأعمال الشاقة بحثاً عن لقمة العيش لأسرهم التي تعاني من الفقر والنزوح.

وبحسب التربويين، ارتفعت معدلات التسرب الدراسي لدى الأطفال بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب الظروف المعيشية القاسية، والنزوح المستمر، وضعف الرقابة الأبوية، وغياب البرامج الحكومية التي تدعم التعليم.

وقال مدير إحدى المدارس الحكومية لمنصة أطفال اليمن إن العديد من الطلاب يتغيبون لفترات طويلة بسبب انتقال أسرهم بشكل متكرر أو بسبب انشغال الأطفال بأعمال غير رسمية.

وأضاف: "نحاول التواصل مع أولياء الأمور لإعادة أبنائهم إلى المدارس، لكن الفقر أقوى من رغبتهم في التعليم".

من جانبه، يرى الناشط الاجتماعي والصحفي عميد المحيوبي أن الظاهرة تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات والمنظمات، مشيراً إلى أن "العمل في الشوارع يعرض الأطفال لمخاطر جسيمة كالعنف والاستغلال وحوادث المرور، فضلاً عن حرمانهم من حقهم الأساسي في التعليم".

وتشير التحقيقات إلى أن الأسباب الرئيسية للمشكلة تشمل تدهور الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع مستويات الفقر، ونزوح آلاف الأسر من مناطق الصراع إلى مأرب، وضعف البرامج التعليمية والإنسانية للأطفال، وغياب الرقابة الأبوية في بعض الحالات.

دعوات للتدخل

وتحث منصة أطفال اليمن المختصين ومنظمات المجتمع المدني على إطلاق برامج تدعم تعليم الأطفال النازحين وتقديم حوافز تساعد الأسر على إعادة أبنائها إلى المدارس، بالإضافة إلى تنفيذ حملات توعية مجتمعية حول مخاطر عمالة الأطفال وآثارها على مستقبلهم ومستقبل المجتمع.

وفي ظل هذه الظروف، يظل مستقبل مئات الأطفال في مأرب معلقاً بين رغبتهم في التعلم والواقع القاسي الذي يدفعهم إلى الشوارع بحثاً عن لقمة العيش، وهو الوضع الذي ينذر بجيل مهدد بالضياع إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عملية وعاجلة لإنقاذه.