Death of Young Girl Rahaf and Torture of Her Brother Riyaf in Mysterious Circumstances Shake Al-Hodeidah
Story: محمد جمال الطياري
صباح يوم الاثنين، 14 يوليو/تموز، تلقى جميل عبادي، والد رهف ورياض، مكالمة هاتفية هزت كيانه. كانت من حماه - جدّ الطفلين - يحمل رسالةً صادمةً: "توفيت ابنتك فجأةً".
جميل، الذي كان آنذاك في مديرية الحداء بمحافظة ذمار، لم يتوقع يومًا أن يكون ذلك الصباح بداية مأساة ستغير حياته إلى الأبد. لم يُعطَ أي تفاصيل إضافية، ولا تفسير، ولا أي علامات سابقة، بل قال فقط: "توفيت فجأة".
الرحلة إلى الحديدة
لكن القصة بدأت قبل أسابيع. جميل متزوج من امرأتين - إحداهما تسكن في صنعاء وهي أم رهف ورياض، والأخرى تسكن في ذمار. يتذكر أن والد زوجته طلب منه اصطحاب الطفلين إلى الحديدة لقضاء بضعة أيام مع العائلة، كما جرت العادة في السنوات السابقة، بما في ذلك عطلة عيد الفطر الأخيرة.
وافق جميل، واثقاً بأصهاره، ولم يحدد موعداً محدداً لعودة الأطفال.
انقطاع الاتصالات والتأخيرات التي لا نهاية لها
يقول جميل إنه كان يتحدث مع أبنائه أحيانًا عبر خالهم أمجد أو جدهم، لكن هذه المحادثات أصبحت نادرة بشكل متزايد. في كثير من الأحيان، لم يتمكن من التواصل معهم على الإطلاق، مما أثار مخاوف جدية.
في يونيو/حزيران، أبلغه والد زوجته أنه ينوي اصطحاب الأطفال إلى صنعاء لحضور دورة تدريبية. ولكن عندما اقترب الموعد، ادعى أنه مريض، ثم قال لاحقًا إن الدورة أُلغيت. ثم وعدوا أمجد بإعادة الأطفال في الأسبوع التالي، لكن ذلك لم يحدث. وتزايدت الأعذار.
قال جميل: "شعرتُ بشعور غريب. استمروا في المماطلة وتقديم الوعود، لكنني لم أتخيل أبدًا ما سيحدث".
الانهيار: "توفيت ابنتك فجأة"
وفي صباح يوم الاثنين 14 يوليو/تموز، وبينما كان لا يزال في الحدا، تلقى جميل اتصالاً من والد زوجته:
توفيت ابنتك فجأة. صلّت الفجر، وتناولت بسكويتًا وعصيرًا في السادسة صباحًا، ثم شعرت بتوعك. نقلناها إلى عيادة، حيث أخبرونا أن نبضها ضعيف. نُقلت إلى مستشفى الثورة، حيث توفيت.
ودون تردد، سارع جميل إلى الحديدة، ليكتشف حقائق أكثر إثارة للقلق.
آثار التعذيب على رياض
وعند وصوله إلى منزل والد زوجته، طلب جميل رؤية ابنه رياض، فواجه صدمة مدمرة أخرى.
في اللحظة التي رأيت فيها ابني، لاحظتُ علامات التعذيب على وجهه، عينيه، يديه، وساقيه. حتى أنني رأيتُ حروفًا محفورة على قدمه. التفتُّ إلى من كانوا معي وقلتُ: "لا بد أن ابنتي ماتت بنفس الطريقة".
وأضاف: "كانت هذه علامات واضحة. لقد تعرضت الطفلة للتعذيب. وأنا متأكد أن ابنتي عانت من أسوأ من ذلك".
وقد زادت العلامات المرئية وغير المبررة على جسد رياض من شكوك جميل في أن ابنته رهف ربما تكون قد توفيت نتيجة للإساءة.
الصور التي لم يُسمح له بالاحتفاظ بها
قال جميل إنه عند توجهه إلى مركز شرطة الرزقي، عُرضت عليه صورٌ لجثة رهف، وصفها بأنها تحمل آثار تعذيب واضحة. إلا أن مسؤولي الشرطة رفضوا إعطائه نسخًا منها، مؤكدين أن الصور ستُدرج في ملف قضية النيابة العامة، ولا يمكن مراجعتها إلا عبر القنوات القانونية الرسمية.
التحقيقات ومنع الوصول إلى الشهادات
وأدلى جميل وزوجته بأقوالهما للشرطة، لكنه يقول إنه لم يُسمح له مطلقًا بالاطلاع على أي تقارير تحقيقية - لا تقاريره ولا تقارير المتهمين.
لا نعلم شيئًا. أخذوا أقوالنا، ولم نر شيئًا منذ ذلك الحين. التحقيق بطيء، ولم يزودونا بأي تفاصيل.
المعتقدات الثقافية والدوافع المحتملة
ورغم عدم وجود صراعات ظاهرة بينه وبين أقارب زوجته، أشار جميل إلى أن عائلة زوجته لديها اعتقاد قوي بالسحر والشعوذة، وهو ما يعتقد أنه قد يكون عاملاً مساهماً.
لم تكن بيننا أي مشاكل. أحبّ أطفالي أمهم وعائلتها. لكنهم يؤمنون بأمور خطيرة، وقد يكون ذلك مرتبطًا بها.
من تم اعتقاله؟
وبحسب جميل فإن الأشخاص المحتجزين حالياً لدى إدارة البحث الجنائي في الحديدة هم:
سلمان سلمان يحيى مهدي (جد الأطفال)
NSSY م
NSSYM
آسى م
وبحسب التقارير فإن هؤلاء الأفراد كانوا هم مقدمي الرعاية الأساسيين للأطفال أثناء إقامتهم في الحديدة.
في انتظار تقرير الطب الشرعي
حتى وقت إعداد هذا التقرير، لم يُصدر تقرير الطب الشرعي الرسمي بعد. ولا يزال سبب وفاة رهف مجهولًا. ومن المتوقع أن يكون هذا التقرير الأساس في تأكيد ما إذا كانت وفاة رهف نتيجةً لسوء المعاملة أو المرض أو لأسباب أخرى.
صرخة أب ضد الصمت
يقول جميل عبادي، والد رهف ورياض، إن كل ما يريده الآن هو العدالة ومعرفة الحقيقة بشأن ما حدث لابنته وابنه.
لستُ هنا لأُصدر أحكامًا. أريد فقط معرفة الحقيقة. ما رأيتُه بأم عيني لا يُمكن أن يكون طبيعيًا. أرفض أن تموت ابنتي في صمت، وحقوقها مدفونة معها.