فرحة الأطفال بعيد الفطر وسط ظروف النزوح والحرب

تقرير/ اركان سعيد الوافي
في عيد الفطر المبارك، يعيش المسلمون في أنحاء العالم الفرح والسعادة، يعبرون عن ذلك بمظاهر مختلفة لا سيما بالملابس الجديدة التي يرتدونها خصوصاً الأطفال.
في اليمن حيث عشرات مخيمات النزوح تضج بقطانيها، ما يزال الفرح بعيد الفطر للعام 1446 هـ ناقصا، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها مئات الآلاف من النازحين.
آلاف الأطفال وأسرهم من النازحين عاشوا اليوم الأول من أيام العيد منقوصي الفرحة، تتداخل مشاعر الفرح بالعيد مع الألم والحزن الذي يعتصرهم، لعدم تمكنهم من شراء ملابس جديدة (كسوة العيد) لهم، كنتيجة للوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه اليمنيون عموما والنازحين منهم على وجع الخصوص، كجزء من الآثار التي انتجتها الحرب في البلاد.
الوضع الحالي للنازحين:
الظروف الصعبة التي يعيشها قاطنو مخيمات النزوح جعل عيد الفطر المبارك مناسبة تحمل في طياتها مشاعر مختلطة من الفرح والألم.
وفي الوقت الذي انتظر فيه الأطفال هذا العيد بفارغ الصبر، كيوم مميز يحصلون فيه على الجديد من ملابس وألعاب ويمارسون خلالها النزهة والدعة، إلا ان الواقع كان اكثر قسوة عليهم، في ظل تردي الوضع الاقتصادي لليمن وضعف الدخل المادي لارباب الأسر ومعيليها، ناهيك عن فقدان آلاف الأطفال ايضا لمعيليهم في الحرب والصراع، ما ضاعف من معاناتهم وحرمهم من الفرحة وعيش مظاهر العيد التي من المفترض ان يعيشها كل طفل.
توقع تقرير حديث للمجلس الدنماركي للاجئين (DRC) ارتفاع أعداد النازحين داخلياً في اليمن إلى أكثر من 5.1 مليون شخص خلال العام الجاري 2025، بزيادة قدرها 340 ألف شخص، في ظل استمرار الصراع وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
نازحون يتحدثون لمنصة أطفال اليمن:
أحمد صالح أب لخمسة أطفال، يسكن في مخيم الجفينة بمحافظة مأرب - أكبر مخيم للنازحين في المحافظة التي تنتشر فيها اكثر وأكبر مخيمات النزوح في اليمن - يعبر عن قلقه حيال تأثير الأوضاع الاقتصادية على فرحة أطفاله بالعيد، ويقول : ان "الأوضاع صعبة جدًا، فأسعار السلع ارتفعت بشكل كبير، ولا أستطيع توفير ما يحتاجه أطفالي للاحتفال بالعيد كما كنت أفعل سابقًا".
يعكس حديث أحمد معاناة العديد من الأسر النازحة التي تكافح لتلبية احتياجاتها اليومية، مما يحرم الأطفال من حقوقهم البسيطة التي تجعل العيد مميزًا.
لمنصة أطفال اليمن أيضا، تحدثت أم عمر، وهي أم لثلاثة أطفال، عن تحديات العيد في المخيمات، بقولها: "نحاول أن نجعل العيد مميزًا لأطفالنا رغم كل شيء، نقوم بإعداد بعض الحلويات البسيطة ونشتري لهم ملابس جديدة إذا استطعنا".
في احدى حارات الجفينة (المخيم)، يجتمع الأطفال لتبادل التهاني والألعاب البسيطة.
سامر خالد، طفل يمني من أطفال زمن الصراع والحرب في اليمن عمره 13 عام، عبر لمنصة أطفال اليمن عن أمله في انتهاء الحرب، التي وجد نفسه فيها ومرغما على عيش واقع نتج عن تداعياتها مع اسرته.
يقول سامر: "أتمنى أن تتوقف الحرب لنستطيع ان نفرح، كنا يفرح الأطفال كلهم في كل الدول التي لا يوجد فيها حروب، يقول ايضا متمسكا بالأمل: ان شاء الله نعود لبيوتنا ونفرح بكل عيد.
الأمل في المستقبل:
تظل فرحة عيد الفطر بالنسبة للأطفال في المخيمات مرتبطة بالأمل في السلام والاستقرار، إنهم يحملون آمالاً كبيرة في غدٍ أفضل، حيث يمكنهم استعادة فرحتهم الضائعة.
في ختام حديثه، يقول سامر: "أريد أن أحتفل بعيد الفطر مع أصدقائي وأحبائي في منزلنا. أتمنى أن نرجع الى بلادنا وقريتنا قريبا".
تستشف من حديث الأطفال النازحين بلهجاتهم المحلية الصرفة، كم ان الأعياد ليست مجرد مناسبات للاحتفال، بل هي فرصتهم الأفضل لصناعة أي تجديد لأنفسهم بعيدا عن واقعهم، وفكرتهم التي يخلقونها للتواصل مع الذكريات الجميلة التي يتوقون اليها.
ممارسة الأطفال للالعاب الشعبية وغيرها من المظاهر التي تجدها في كل ناحية وممر في مخيم الجفينة وغيره من مخيمات النزوح بمارب، وربما غيرها من المحافظات اليمني، تظل محاولات منهم لانتزاع ما امكن من مظاهر الفرحة بعيد الفطر وسط ظروف النزوح والحرب.
ربما تلك المحاولات ايضا تعكس قوة الأمل والصمود لدى هؤلاء الأطفال وعائلاتهم في وجه بؤس الحرب، إنهم يسعون للحفاظ على روح العيد رغم كل التحديات، وخلق الفرح به حتى في وضع النزوح والمأساة التي يعيشونها.