أطفال يرسمون معاناتهم وأحلامهم في مخيم للنازحين بمارب
أطفال يرسمون معاناتهم وأحلامهم في مخيم للنازحين بمارب
منصة أطفال اليمن: تقرير خاص- أركان الوافي
للمرّة الأولى في حياتها، تمكّنت الزهراء صفوان (13 عاماً)، من رسم لوحة فنية وإظهار موهبتها أمام الجمهور.
كانت الزهراء، واحدة من الأطفال الذين شاركوا بفعاليات الملتقى الثقافي التشكيلي للطفل الذي نظّمته قافلة الفن التشكيلي اليمني، منتصف يناير الجاري، بمحافظة مارب.
تعيش الزهراء، مع عائلتها، معاناة النزوح والحرمان في مخيم الجفينة للنازحين بمارب. تدرس في الصف السابع أساسي، وتمتلك موهبة الرسم إلا أنها لم تجد البيئة المناسبة لممارسة هذه الموهبة الفنية وتطويرها.
قالت الزهراء، لمنصة "أطفال اليمن": أحب الرسم كثيراً. أرسم المناظر الطبيعية والأشخاص والحيوانات. أحب ارسم كل شيء. معبّرة عن سعادتها بالفعالية التي أقامتها قافلة الفن التشكيلي في المخيم قائلة: ساعدتني في إظهار إبداعاتي ورسماتي.
تحلم الزهراء بأن تصبح فنانة تشكيلية مشهورة في المستقبل، وتستخدم فنها للتعبير عن القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تهمها.
رهف الطميرة (12 سنة)، طفلة أخرى تعيش في ذات المخيم، وتمتلك إلى جانب الرسم، موهبتي الشعر والإلقاء، وتستخدمها للتعبير عن مشاعرها وعن الظروف التي تعيشها.
كانت رهف، قد نزحت مع عائلتها إلى محافظة مارب، قبل أربع سنوات، قادمة من محافظة حجة. رغم ظروف النزوح الصعبة، إلا أن رهف، تواظب على دراستها في الصف السادس أساسي، وتعمل على تنمية مهارتها في الرسم والإلقاء وتشاركها مع زميلاتها في المدرسة.
تحدثت رهف لمنصة "أطفال اليمن" عن سعادتها بالمشاركة في مبادرة قافلة الفن التشكيلي التي أقيمت بالمخيم. واشتكت حاجتها إلى الأدوات الفنية، كالألوان والألواح وكراسة الرسم.
تتمنى رهف، أن تنتهي الحرب ومعاناة النزوح. وتطمح لأن تصبح فنانة تشكيلية محترفة.
لتسليط الضوء أكثر على هذه المبادرة الفنية الأولى خلال سنوات الحرب والنزوح منذ أواخر العام 2014، التقت منصة "أطفال اليمن" الدكتورة ألطاف حمدي، وهي متخصصة في مجال الفن والنحت، وهي رئيسة مؤسسة قافلة الفن التشكيلي.
حول هذه الفعالية، أوضحت الفنانة ألطاف، أنها عبارة عن معرض فني للأطفال، تلاه ورشة عمل تضمّمن الفن التشكيلي والمسرح والأداء. موضحة أن الهدف منه تمكين الأطفال من التعبير الحر عن معاناتهم ومشاعرهم وحقوقهم وأحلامهم في الحياة.
وعن مشاركات الأطفال، قالت إن لوحاتهم ورسوماتهم كانت أشبه بمناشدة لعودة الحياة إلى طبيعتها. عودة الأمان والاستقرار وعودتهم لحياتهم الطبيعية. للسلام.
وأضافت في حديثها لمنصة "أطفال اليمن" أن الأطفال تحدثوا بعفوية وبساطة. وحتي النص المسرحي تم تأليفه من قبل الأطفال أنفسهم، وكذلك الإلقاء، وهذه المواهب كانت مفاجئة للفريق. مضيفة أن إقامة المعرض في المخيم أعاد الابتسامة للأطفال، وكان بمثابة مساحة آمنة ساعدتهم في اكتشاف مواهبهم وإبداعاتهم.
إضافة إلى ذلك، قالت الفنانة ألطاف، إن إقبال الأطفال على المعرض كان كبيرًا، بعضهم ممن فقدوا أطرافهم، وآخرون لا يوجد لديهم عائل، وكانت سعادتهم لا توصف، وكانت لهم مشاركات جميلة، إلا أنهم حزنوا في النهاية، طالبونا بالاستمرار.
أشادت الفنانة، بتعاون السلطات المحلية في مارب وترحيبها بالفعالية.. مشيدة باحتضان جامعة إقليم سبأ ومكتب الثقافة للمعرض والقائمين عليه.
بدأت قافلة الفن التشكيلي اليمني أولى فعالياتها عام 2018، في خضم الحرب التي تشهدها البلاد. ويعد معرض مارب الرحلة الثامنة للقافلة، وثاني مبادرة خاصة بالأطفال. فعلى المستوى المحلي نظّمت رحلة في صنعاء. وخارجياً، نفذت رحلة في القاهرة وأخرى في الرياض، وجميعها تتعلق بثقافة اليمن وحق الإنسان اليمني في الحياة عموماً، وفق الفنانة التشكيلية ألطاف.
وعن مشاريع القافلة المستقبلية، أوضحت ألطاف حمدي، أن القافلة بمثابة نواة لمشاريع مستقبلية للتعريف بالفن والفنانين وبالأخص الأطفال، تستهدف المجتمع اليمني عموماً. معبرة عن ثقتها بأن الحكومة ستتبني هذه المشاريع القادمة.
لوحات فنية رسمها أطفال ضمن معرض الفن التشكيلي في مخيم النزوح بمارب (خاص)