في اليوم العالمي للطفولة… أطفال اليمن بين سنوات الحرب وغياب الأفق

نوفمبر 21, 2025 - 20:49
نوفمبر 21, 2025 - 20:51
 0  7
في اليوم العالمي للطفولة… أطفال اليمن بين سنوات الحرب وغياب الأفق

تقرير - خاص

يوافق 20 نوفمبر من كل عام اليوم العالمي للطفولة، وهو مناسبة تعيد التذكير بالحقوق الأساسية التي يضمنها العالم لكل طفل، بينما يقف أطفال اليمن — بعد ما يقارب من عشرة سنوات من الحرب المستمرة — في مقدمة ضحايا أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.

طفولة تحت النار أرقام تعكس حجم الكارثة

تُجمع المنظمات الدولية على أن الحرب في اليمن خلّفت تأثيرًا غير مسبوق على الطفولة، فقد تسببت المواجهات المسلحة والانهيار الاقتصادي وتدهور الخدمات الأساسية في:

أكثر من 11 ألف طفل قتلوا أو أصيبوا منذ اندلاع الحرب، بحسب تقارير أممية.

أكثر من 4 ملايين طفل بحاجة إلى الحماية من التجنيد والعنف والاستغلال.

مليونا طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بينهم مئات الآلاف يواجهون خطر الموت.

انهيار المنظومة التعليمية نتيجة تدمير المدارس وتحويل بعضها لثكنات أو ملاجئ، مما أدى إلى خروج أكثر من 2 مليون طفل من مقاعد الدراسة.

توسع ظاهرة عمالة الأطفال بشكل غير مسبوق بفعل الفقر والنزوح وانعدام دخل الأسر أن هذه الأرقام لا تمثّل مجرد بيانات، بل قصص معاناة يومية يعيشها ملايين الأطفال الذين وجدوا أنفسهم محرومين من أبسط حقوقهم: الأمن، التعليم، الصحة، واللعب.

أطفال ضحية التجنيد والنزوح

تُعد ظاهرة تجنيد الأطفال من أخطر الانتهاكات التي سُجلت في اليمن خلال سنوات الحرب، إذ وثقت الأمم المتحدة آلاف الحالات لأطفال جرى استقطابهم للقتال أو الخدمات العسكرية، كما أدت المعارك المتواصلة إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون طفل فقد معظمهم القدرة على الالتحاق بالتعليم أو الحصول على خدمات الرعاية.

خدمات صحية منهارة… وأوبئة تحاصر الصغار

حوّلت الحرب الدائرة في اليمن منذ عشر سنوات القطاع الصحي إلى هياكل منكوبة، ما جعل الأطفال أكثر عرضة للأمراض القاتلة، وباتت أمراض يمكن علاجها بسهولة — مثل الحصبة، الدفتيريا، وسوء التغذية — تحصد أرواح الأطفال في مختلف المحافظات.

اليوم العالمي للطفولة، مناسبة للتذكير لا للاحتفال

في حين تحتفي دول العالم بإنجازات رعاية الطفولة، يقف اليمن على الضفة الأخرى يواجه حقيقة مرّة، طفولة بلا طفولة، فالملايين من أطفاله يحتاجون إلى حماية عاجلة وإلى تدخلات حقيقية تتجاوز حدود البيانات الرسمية والتعهدات الدولية.

في هذه المناسبة العالمية، تدعوكم منصة اطفال اليمن للى ضرورة وقف الانتهاكات بحق الأطفال بكل أشكالها بالإضافة إلى توفير حماية تعليمية وصحية عاجلة في كل المناطق.

وكذالك إنهاء تجنيد الأطفال وإعادة تأهيل من تم تجنيدهم.

كم تدعوكم إلى دعم الأسر التي فقدت مصادر دخلها لمنع استمرار عمالة الأطفال وكذالك إشراك المجتمع الدولي في تمويل برامج حماية الطفولة بصورة مستدامة.

طفل يمني… يستحق الحياة

يمثل اليوم العالمي للطفولة فرصة لتذكير العالم بأن أطفال اليمن الذين ولد كثير منهم داخل الحرب ولم يعرفوا غيرها يستحقون مستقبلًا أفضل، وطفولة آمنة، وحقًا طبيعيًا في الحياة والنمو والتعلم.

وفي ظل استمرار الصراع وتراجع الاهتمام الدولي، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا هل يستطيع اليمن إنقاذ جيل كامل قبل أن يضيع إلى الأبد؟