أطفالي بلا هوية.. نصف أطفال المخيمات في مأرب بلا شهادات ميلاد
 
                                تقرير: رقية علي
في خيمة ممزقة بمخيم جو النسيم تجلس أم محمد نازحة منذ أكثر من أربع سنوات، تحاول أن تصنع لأطفالها دفئًا من برد النزوح، لكنها لا تشكو من الخيمة، بل من مصير أطفالها الذين يواجهون مستقبلا ضبابيا بلا شهادات ميلاد، بلا تعليم، بلا هوية رسمية.
تقول أم محمد وهي تتفقد أبناءها الثلاثة فقدت كل أوراقي أثناء تنقلنا بسبب الحرب، حتى وثائق زوجي ضاعت. اليوم أعجز عن استخراج شهادات ميلاد لأطفالي. محمد الذي يبلغ من العمر عشرة سنوات لم يدخل المدرسة، وراكان في السادسة وسوسن في الرابعة، جميعهم مهددون بالجهل والضياع.
عندما حاولت أم محمد التوجه إلى مكتب السجل المدني للحصول على شهادة ميلاد لأطفالها ، فوجئت بطلب البطاقة الشخصية وهو مالا تملكه بسبب فقدانها لكل الوثائق. أخشى أن يكبر أطفالي بلا تعليم ولا مستقبل ، تقول وهي تنظر إلى طفلها الذي لا يعرف حتى اسمه في الأوراق الرسمية.
تحديات إضافية تواجه الأطفال في المخيمات
قصة أم محمد ليست فريده من نوعها وفقا. لكهلان الدماسي، مدير مخيم الكويت في قطاع مخيم جو النسيم ، فإن أكثر من 80% من أطفال المخيم لا يملكون شهادات ميلاد، وهو ما يحرم مئات الأطفال من الالتحاق بالمدرسة. مشيرا إلا انه تم اجراء عملية إحصاء خلال العام الدراسي 2023-2024 أكثر من 350 طفلًا من أصل 4800 أسرة لم يتمكنوا من الحصول على شهادات ميلاد"
يشير الدماسي. أن ابرز الأسباب تعود إلى بعد مكاتب السجل المدني عن المخيمات، الى جانبغياب المبادرات الحكومية والإنسانية التي تسهل تسجيل المواليد، فضلًا عن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمنع الأسر من التنقل إلى المدن أو دفع رسوم استخراج الوثائق السمية.
أرقام تكشف حجم الازمة بجيل بلا هوية ومشكلة وطنية لا تخص مارب وحدها
تقرير صادر عن مكتب التخطيط والتعاون الدولي في مأرب يكشف أن 47% من أطفال المخيمات بلا شهادات ميلاد، فيما تؤكد الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين أن أكثر من 11 ألف طفل نازح خارج المدارس بسبب غياب الوثائق الرسمية.
وأكد أحمد القرشي، رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة، أن هذه المشكلة تتجاوز حدود مأرب إلى مختلف المحافظات اليمنية، إذ تمثل أزمة وطنية حقيقية تفاقمت بفعل الحرب والنزوح الداخلي.
ويوكد أن التقديرات تشير إلى أن 30 إلى 50% من اليمنيين لا يملكون شهادات ميلاد رسمية، خصوصًا في المناطق الريفية ومناطق النزاع ، مضيفًا أن غياب هذه الوثائق يحرم الأطفال من التعليم والرعاية الصحية، ويجعلهم أكثر عرضة للتجنيد أو زواج القاصرات.
ودعا القرشي الى اتخاذ تدابير استثنائية لتسجيل الأطفال في المدارس، مثل الاكتفاء بصورة بطاقة ولي الأمر، لتفادي حرمان أي طفل من حقه في التعليم أو السفر للعلاج.
شهادة المياد وثيقة حياة لا مجرد ورقة سمية
ومع استمرا هذا الواقع الصعب، يبقى الحل في تحريك عاجل من السلطات والمنظمات الإنسانية في فتح مراكز تسجيل متنقلة في المخيمات، وتبني إجراءات استثنائية تتيح تسجيل الأطفال حتى دون وثائق الوالدين، بما يحفظ حقهم في التعليم والرعاية والحماية القانونية
ختاما
في مخيما النازحين يركض الأطفال ويلعبون حفاة .. لكنهم لم يدركوا ان مستقبل مجهول ينتظرهم ويبقى الامل في ان تتحرك الجهات الحكومية والمنظمات الدولية في تمكينهم من حقوقهم الأساسية الحق في الهوية والحماية والتعليم .

 
                                                                                                                                             
                                                                                                                                             
                                                                                                                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                            