الأمطار.. كابوس أطفال مخيمات النازحين في اليمن
سمر العريقي - منصة أطفال اليمن
بدأت الأمطار الموسمية بالهطول وأصبحت كابوساً يهدد الصحة النفسية والجسدية بالنسبة لأطفال مخيمات النازحين التي يتزايد عددها نتيجة طول سنوات الحرب في اليمن.
منصة أطفال اليمن قامت بنزول ميداني الى بعض المخيمات بعد نزول الأمطار خلال الأسبوع الحالي واطلعت على معاناة قاسية وبشكل يومي يعاني منها الأطفال بشكل أساسي، وعاينت الكثير من الأطفال يعملون على تخفيف وطأة الأمطار والسيول على خيم عائلاتهم التي أصبحت عرضة لكل تقلبات الطقس.
أكد المراسل الميداني في محافظة مارب من خلال زيارته أن الأطفال في المخيمات يعملون أثناء هطول الأمطار وبعدها على نقل خيمهم المجرفة والمبللة ومساعدة أسرهم في الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه مما حصلوا عليه من المنظمات الدولية الداعمة.
تتعطل المدارس المبنية من الخيام التي لا يمكنها مقاومة نزول الامطار وتجمع السيول، وكذلك تتهدم المراكز الصحية الطارئة والمتواجدة داخل المخيمات.
وتقول شهادات النازحين أن هناك مستنقعات تتجمع فيها المياة تكونت بعد نزول الأمطار وأنها تتسبب سنوياً في أمراض معدية تنتشر بين النازحين عقب كل موسم للامطار في مارب وأن المنظمات الصحية تقف عاجزة عن حماية أطفالهم نظراً لزيادتها وعدم تواجد المواد الطبية الكافية.
ينام الأطفال في المخيمات ويستيقظون ليلاً هروباً من السيول التي قد تباغتهم، ويبقون على استعداد للهرب الى مناطق على ضفاف مجاري السيول الناتجة عن الأمطار ليبقوا تحت رحمة البرد والرياح التي تسبب له الأمراض.
الوحدة التنفيذية للنازحين
وفي تصريحات لمنصة أطفال اليمن قال مدير عام الوحدة التنفيذية للنازحين في مارب سيف مثنى أن 2627 أسرة تضررت جزئيًا جراء هطول الأمطار حيث ان هذه الأسر تعيش في مأوى طارئ مهترئ من الخيام والعشش المصنوعة من القش واعواد الأشجار.
وقال مثنى: " معاناة الأطفال النازحين تزداد بسبب هطول الأمطار، حيث ان أجسادهم الضعيفة لاتحتمل موجة البرد والرياح المصاحبه للأمطار خاصه ان هؤلاء الأطفال يقومون بمساعدة ابائهم وامهاتهم في اخراج ماء زخات المطر النازل اليهم عبر شقوق خيامهم ايضا في تثبيت خيامهم المهترئة وتعرضهم مباشره للأمطار والرياح حيث ان المخيمات تشكوا من ضعف البنية التحتية، وأن معاناة الأطفال في المخيمات تتضاعف مع الأمطار، حيث يعانون من البرد ونقص التغذية وضعف الإمكانيات الطبية".
وأضاف: " الأمطار تؤثر على العملية الدراسية، بلاشك لان وضع معظم المدارس في المخيمات كوضع المخيمات حيث ان اغلب الفصول الدراسية في المدارس فصول طارئة مصنوعة من الخيام وتحتاج الى تثبيت وترميم بعد المطر الامر الذي يعرقل سير العملية التعليمية في المخيمات، وتزيد من تعقيد الوضع التعليمي للأطفال".
وأشار مثنى الى أن وحدات النازحين تتعامل مع الأمطار من خلال خطط طوارئ تشمل تعزيز المأوى وتوفير الإمدادات الضرورية للاسر النازحة، مؤكداً أن هناك جهود محلية ودولية لتقديم المساعدة والدعم للأطفال وعائلاتهم المتأثرين بالأمطار والنزوح لكنها قليلة جداً بالنسبة لحجم النزوح في محافظة مأرب حيث ان محافظة مأرب تأوي اكثر من 2 مليون نازح معظمهم من الأطفال، حيث يوجد في المحافظة اكبر مخيم للنازحين على مستوى الجمهورية وهو مخيم الجفينة والذي يتواجد فيه اكثر من 13 الف اسره نازحة حيث تقل مأرب ما نسبته 62% من نسبة النزوح في الجمهورية اليمنية.
وتبلغ مخيمات النازحين في مارب 204 مخيماً للنازحين، وتأوي 63 الف اسرة نازحة أوضاعهم لا تحتمل أي معاناة الى المعاناة الموجودة.
ووجه مثنى رسائله للمجتمع الدولي والحكومة بضرورة تعزيز الدعم والمساعدة للنازحين، وتقديم الدعم الفعال لتخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية والصحية واستبدال المأوى الطارئ بمأوى انتقالي اكثر ديمومة من الكرفانات او البيوت الموقته التي تحفظ للإنسان النازح كرامته، كما طالب الحكومة والمنظمات بتوفير مخزون طارئ حتى يتسنى للوحدة سرعة اغاثة النازحين والذي معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
كما طالبت الوحدة التنفيذية الشركاء والداعمين والمنظمات الدولية التركيز على الإغاثة المستدامة حتى تحفظ للناس احتياجاتهم وحياتهم لفترة طويلة سواء كان من حيث المأوى وتغيير الخيام من مواد بسيطة الى مواد أكثر ديمومة وبناء المدارس بدلاً من المخيمات التي يدرس فيها الطلاب، ودعم الاسر بمشاريع التمكين الاقتصادي حتى تعتمد الاسر على توفير الدخل لها بدل الانتظار للمساعدات التي في العادة تتراجع ما بين فترة وأخرى، وحتى ترتفع المعاناة ولتقليل حدة الفجوة الانسانية التي للاسف واقعة وبشكل اكثر على النساء والاطفال .
الصحة النفسية والجسدية
وذكر مثنى أن هناك اصابات جسدية وصدمات نفسية يتعرض لها الأطفال والنساء بدرجة اساسية ، وأن خدمات الدعم النفسي الطويل الأجل ضعيفة وقليلة بالرغم من تواجد مراكز نفسية في المخيمات والتي تتاُر أيضاً نتيجة تلك الأمطار والسيول.
ويقتصر دور الوحدة في هذ الجانب على التوعية والتركيز على لفت الانتباه والاهتمام بصحة الأطفال النفسية في محاولة لتفادي الكارثة النفسية المحققة نتيجة التنقل الدائم وعدم الشعور بالاستقرار.