مأساة الزواج المبكر للفتيات في مخيمات النازحين في اليمن

مارس 27, 2024 - 01:56
مارس 27, 2024 - 02:14
 0  79
مأساة الزواج المبكر للفتيات في مخيمات النازحين في اليمن

اركان سعيد الوافي - منصة أطفال اليمن

في إحدى مخيمات النزوح، تقف الفتاة أسماء عبدالله  البالغة من العمر سبعة عشر عامًا وتروي قصة حياتها المؤلمة. تزوجت أسماء في سن الحادية عشر من عمرها، دون أن تكون على دراية بمعنى الزواج والمسؤوليات المترتبة عليها.

تذكرت أسماء كيف كانت تحلم بالفستان الأبيض والزفاف السعيد، لكن سرعان ما انقلبت حياتها رأسًا على عقب.

تتحدث "اسماء" عن زواجها وتقول "كنت أعتقد أن الزواج يعني السعادة والفرح، لكن بعد الزواج، أدركت أن الزواج يعني مسؤولية كبيرة وتحملت هذه المسؤولية منذ صغر سني".

حيث عانت اسماء من صعوبة التأقلم مع الحياة الزوجية والأمومة في سن مبكرة،  وتحملت ضغوطات الحياة الزوجية والأسرية التي لم تكن مستعدة لها. 

وتضيف "كنت أشعر بالوحدة والضياع، خاصة عندما شعرت بعدم قبول أمي لي في المنزل، وبعد ما تزوجت كنت أشعر بالضغط والقلق، وأشعر بأنني فقدت طفولتي واتحمل اشياء أكبر منى لم اكن اتوقعها".

وفي ضوء تزايد ظاهرة الزواج المبكر في اليمن، هناك الكثير من الآثار السلبية التي كان سببها الزواج المبكر دون سن الثامنة عشر.

 في هذا الصدد تقول الدكتورة عبير الحيمي اخصائية في النوع الاجتماعي، أن الفتيات اللاتي يتزوجن في سن مبكرة لا يمتلكن النضج الكافي لتحمل المسؤوليات الزوجية والأمومية.

وأضافت" أن الفتاة التي تتزوج وهي صغيرة وتحمل مسؤولية الأسرة والزوج قبل أن تكون جاهزة لذلك؛ تعاني من آثار صحية ونفسية خطيرة على نفسها وعلى أسرتها ومجتمعها. وهذه الآثار تؤدي إلى خلق مشاكل اسرية بسبب عدم قدرتها على إدارة المنزل وحل المشاكل التى تتعرض لها.

وأشارت منظمة اليونسيف في تقرير سابق لها أن 72% من الفتيات في اليمن يتزوجن في سن مبكر دون سن الثامنة عشر من العمر، وأن كل 15 فتاة دون سن الخامسة عشر من العمر والتاسعة عشر من العمر قد انجبن أطفال. كما يوضح التقرير أن فتاة وخمسة أطفال يموتون كل ساعتين بسبب مضاعفات خلال الحمل أو الولادة.

هذه الإحصائيات تجسد حقيقة مريرة عن حجم المعاناة التي تواجهها الفتيات في اليمن نتيجة للزواج المبكر. 

الفتاة أسماء ليست وحدها ضحية الزواج المبكر، بل هي جزء من فتيات يعشن نفس التجربة المؤلمة، فيما يجب على المجتمع والحكومة التدخل الفوري لحماية حقوق هذه الفتيات وضمان حقوقهن في التعليم والصحة والحياة الكريمة، والحد من ظاهرة الزواج المبكر التي تهدد حياتهن ومستقبلهن.