أطفال اليمن.. بين معاناة الحرب ومغبّة الإهمال
اركان سعيد الوافي - منصة أطفال اليمن - خاص
تعرض الطفل عمار ياسر الصبري، البالغ من العمر 10 سنوات، لإصابة خطيرة في رجله اليمنى بسبب صاروخ سقط قبل سبع سنوات أثناء لعبه في محافظة مأرب. هذه الإصابة تسببت في فقدانه لرجله اليمنى وتضرر رجله اليسرى، وقد تسبب الصاروخ أيضًا في وفاة ثمانية أطفال آخرين.
مثل عمار، يعاني آلاف الأطفال في اليمن من تداعيات الحروب والصراعات، مما يجعلهم يواجهون صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم. يحتاج هؤلاء الأطفال إلى دعم ومساعدة لتحسين حياتهم وتخطي التحديات التي يواجهونها.
على الرغم من عدم تلقي عمار أي مساعدة حتى الآن، إلا أنه يسعى جاهدًا لمواصلة حياته ويرغب في الذهاب إلى المدرسة والتعلم. يحتاج عمار إلى طرق هيدروليكية للمساعدة في المشي، وكذلك إلى تأمين مسكن ورعاية صحية.
اطفال اليمن في زمن الحرب
لا يمكن تبرير قتل الأبرياء من الأطفال بأي سبب كان، فيما يجب أن يكون هناك عقوبات صارمة لمن يرتكبون هذه الأفعال البشعة بحق مرتكبي هذا الجرئمة.
عبد الوهاب السامعي، والد طفلين استشهدوا قبل اكثر من سبع سنوات خلال قصف جماعة الحوثي على مدينة مأرب، يطالب عبد الوهاب بمحاكمة مرتكبي هذه الجريمة بحق الأطفال الابرياء. ماملاً على أن القانون الإنساني بحق الأطفال يكون على قدر المسؤولية لمحاسبة من يرتكبون جرائم الحرب والاعتداء على المدنيين من الأطفال .
الأطفال في اليمن ضحايا لا يحصون
الدكتور أحمد العطيشي، فني علاج طبيعي للأطفال في مركز العلاج الطبيعي والأطراف الصناعية، يشير إلى أن المركز يستقبل حالات مثل كسور وشلل دماغي للأطفال. يؤكد أن الخدمات المقدمة كافية، ولكن ضغط الحالات يؤثر على جودة الخدمات. يشير إلى أهمية التوجه إلى المركز في حالات مبكرة لتجنب تفاقم المشكلات.
الأطفال يدفعون الثمن
الأطفال في اليمن هم الضحايا الأبرياء الذين يدفعون ثمناً باهظاً خلال هذا الحرب، وأنه يجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لحماية حقوقهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم، حيث يعاني الأطفال في اليمن من آثار وخيمة ومولمة نتيجة للنزاعات والحروب المستمرة.
في تصريح للمحامية القانونية صباح خالد، أكدت على أن الأطفال يعانون بشكل كبير من اضرار نفسية وجسدية تعيق وتقف امام طموحاتهم وتطلعاتهم في المستقبل المنشود الا ان مثل هذا الجرائم سرعان ما تسلب احلامهم وطموحاتهم.
وأكدت المحامية على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وضمان تقديم العدالة للأطفال الذين تضرروا جراء الحروب، مشيرة إلى أن عدم محاسبة المجرمين يؤدي إلى تكرار تلك الجرائم وزيادة المعاناة التي يعانيها الأطفال.
حقوق مهددة وحياة مكلومة
يعد القصف العشوائي واستخدام الألغام في المناطق المدنية انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، فيمايجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لحماية المدنيين وتقديم المساعدة اللازمة لضحايا هذه الجرائم.
تقرير حقوقي أكد أن نسبة ضحايا الألغام والقصف في مناطق النزاع تمثل أكثر من 75% من النساء والأطفال. وأظهر التقرير أن هذه الجرائم المستمرة في العديد من المناطق اليمنية تشكل خطراً كبيراً على حياة المدنين، خاصة الأطفال الذين يكونون غالباً ضحايا براءة في هذه الحوادث المؤلمة.
قصة عمار تجسد حقيقة المعاناة التي يواجهها الأطفال في مناطق الصراعات، واقع الكثير من الأطفال المتضررين من هذا الحروب في اليمن، والعمل على زيادة التوعية والدعم لهؤلاء الأطفال لضمان تحسين جودة حياتهم.