العيد لدى الأطفال النازحين باليمن.. فرحة مؤجلة حتى إشعار آخر !

قصة| عبد الرحمن الحميدي
"ما أقدر أشتري ملابس العيد ولا ألعب مع الأولاد أشوفهم يضحكوا ويلعبوا وأنا واقف أشتغل" يقول الطفل يعقوب عبدالله
يعقوب ذو (14 عاما) من محافظة ذمار، نزح إلى مأرب مع أسرته بعد وفاة والدهم في الحرب.
الحرب التي سلبت يعقوب طفولته جعلته يتحمل المسؤولية مبكرا ويخرج إلى شوارع مدينة مأرب ليبيع الماء والمناديل كي يعيل أسرته
تحدثت إلينا (أم يعقوب) بنبرة حزينة: "العيد يمر علينا كأي يوم لا نملك شيئا لا لحمة ولا ملابس.. والولد يشتغل من الصباح وأنا قلبي يتقطع عليه بس ما باليد حيلة" وتضيف :"زمان كنا نزور أهلنا ونفرح اليوم نحن نازحين في بلدنا.. لا زيارات ولا صلة رحم "
وفي مناسبات كعيد الأضحى تتفاقم المأساة، حيث لا يملك كثير من الأهالي القدرة على توفير ملابس جديدة لأطفالهم، أو حتى وجبات غذائية خاصة بالعيد، فيما تظل المبادرات الخيرية محدودة وغير قادرة على تغطية احتياج الأسر النازحة في المخيمات.
ويطالب الأهالي والناشطون الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية بتكثيف جهود الإغاثة، وإطلاق برامج مستدامة تستهدف الأطفال النازحين نفسيا واجتماعيا، خصوصا في الأعياد، المواسم التي من المفترض أن تكون مصدر فرح وسعادة، لا وجع وبكاء.
كما يشددون على أهمية دعم التعليم وتوفير بيئات آمنة وصحية للأطفال، إلى جانب الاهتمام بالحالة النفسية التي تتدهور بشكل كبير وسط العزلة والحرمان الذان خلفهما النزوح.
وبحسب آخر إحصائية نشرتها منظمة اليونيسف في 14 أغسطس 2022 فإن أكثر من 4.3 مليون نازح بسبب الحرب باليمن بينهم مليونا طفل، يعيش معظمهم ظروف معيشية صعبة داخل مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وفي تقرير حديث صادر عن المجلس الدنماركي للاجئين (DRC) عن "توقعات النزوح العالمي لعام 2025" والذي يشمل 27 دولة من بينها اليمن، توقع المجلس ارتفاع عدد النازحين داخليا في اليمن إلى أكثر من 5.1 مليون شخص خلال العام الجاري، بزيادة تقدر بنحو 340 ألف نازح جديد، نتيجة استمرار الصراع وتفاقم التدهور الاقتصادي في البلاد.
وأشار التقرير إلى أن العام 2025 سيشهد تصاعدا في وتيرة النزوح، حيث يتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي ليصل عدد النازحين الجدد إلى 400 ألف شخص إضافي بحلول نهاية عام 2026، ما يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون في ظل غياب الحلول السياسية المستدامة.
في الوقت الذي يملأ فيه ضحك الأطفال أجواء العيد في شتى بقاع العالم، تلوذ وجوه أطفال اليمن بالصمت، وتغيب عنها تلك الابتسامة البريئة التي طالما ارتبطت بأيام العيد، فبعد أكثر من عشر سنوات على اندلاع الحرب باليمن في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، ما زالت آثار النزاع تخطف من الأطفال أبسط حقوقهم حتى في الفرح، وتلقي على كاهلهم تحمل مسؤوليات أسرهم والانخراط بالأعمال، حتى في أوقات المناسبات التي يفترض أن تكون محطات للفرح والاحتفال.