مستقبل اليمن في عيون أطفاله: بين الأمل والمعاناة

يوليو 5, 2025 - 22:46
يوليو 5, 2025 - 23:07
 0  4
مستقبل اليمن في عيون أطفاله: بين الأمل والمعاناة

✍️سجى عبدالمجيد

المقدمة: ضوءٌ في عتمة الدنيا

في أرض اليمن، حيث يتداخل عبق التاريخ مع صرخات الحاضر، تقف عيون الأطفال كمرايا تعكس أحلامًا تتأرجح بين الأمل والألم. في كل زاوية من هذا البلد العريق، يحمل الأطفال قصصًا لم تُكتب بعد، وروايات لم تنسج وأحلامًا تنتظر من يكتشفها. لكنهم، في ظل الحرب والفقر، يواجهون معاناة تُثقل كاهلهم الصغير.

 هذا المقال الأدبي يغوص في قلب اليمن من خلال عيون أطفاله، حيث ينبض الأمل رغم قسوة الواقع، وتتشكل ملامح مستقبل يستحق أن يُصنع.

النقطة الرئيسية الأولى: المعاناة التي تُشكّل الواقع. 

الحرب: ظلٌ يغطي الطفولة

في شوارع صنعاء وعدن، حيث كان يُفترض أن تملأ ضحكات الأطفال الفضاء، يصدح عويل الحرب بدلاً من ذلك.

 منذ عام 2014، حول النزاع المسلح حياة أكثر من 11 مليون طفل يمني إلى ساحة صراع يومي. بيوت تهدمت، ومدارس أغلقت أبوابها، وأحلام تاهت بين أنقاض القذائف. 

طفلٌ يحمل كتابًا ممزقًا بدلاً من دفتر جديد، وآخر يبحث عن لقمة بدلاً من لعبة, واخر يقف ساكنا لا يعرف ماذا يحدث.

 الجوع والمرض: أعداء الصغار

سوء التغذية يُطارد أطفال اليمن كشبح لا يرحم.

 بحسب تقارير اليونيسف، يعاني 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وهم يصارعون من أجل البقاء قبل أن يحلموا بمستقبل.

اما المستشفيات، التي كانت ملاذًا، باتت شبه خاوية من الأدوية، تاركة أجساد الأطفال الصغيرة تواجه الكوليرا والأمراض دون سلاح.

. التعليم المفقود: سرقة المستقبل

كانت المدارس يومًا ملاذًا للأحلام، لكن اليوم أصبحت أكثر من مليوني طفل خارج أسوارها.

 بعض المدارس تحولت إلى ملاجئ أو ثكنات عسكرية، والبعض الآخر تهدم تحت وطأة القصف.

 طفلة في تعز تحلم أن تكون طبيبة، لكنها اليوم تبيع المناديل في الشوارع، وطفل في الحديدة يرسم طائرة على التراب، لكنه لا يعرف إن كان سيجد غدًا مدرسة تفتح له أبوابها

النقطة الرئيسية الثانية: الأمل الذي ينبض في القلوب الصغيرة

. قصص التحدي: أطفال يكتبون المستقبل

رغم الألم، هناك أطفال يمنيون يتحدون الظروف بإرادة من حديد. 

فتاة صغيرة في صنعاء تعلّمت الكتابة على ضوء الشمعة، وصبي في مأرب يرسم لوحات فنية من بقايا الحطام. 

هؤلاء الأطفال يذكّروننا بأن الروح الإنسانية لا تُكسر بسهولة، وأن الأمل يمكن أن ينبت حتى في أرضٍ جرداء.

. مبادرات الإنقاذ: بصيص نور

منظمات دولية ومبادرات محلية تعمل على إعادة الأمل إلى قلوب الأطفال، برامج تعليمية متنقلة تصل إلى القرى النائية، ومساحات آمنة تتيح للأطفال اللعب والتعبير عن أنفسهم. 

في إحدى هذه المساحات، طفل يمني يروي قصة عن بطل ينقذ بلاده، وكأنه يرسم مستقبله بكلماته.

. الفن والإبداع: لغة الأطفال

في غمرة المعاناة، يجد الأطفال في الفن ملاذًا.

 رسومات تعبر عن أحلامهم، وأغانٍ يمنية تقليدية يرددونها في الملاجئ، ومسرحيات صغيرة يؤدونها بضحكات تخفي الألم.

 هذه الإبداعات ليست مجرد هواية، بل صوت الأمل الذي يعلن أن اليمن سيعود يومًا بأيدي أطفاله.

النقطة الرئيسية الثالثة: نحو مستقبل يستحق الأطفال

التعليم كمفتاح التغيير

1- إذا كان الأطفال هم مستقبل اليمن، فالتعليم هو الجسر الذي سيوصلهم إليه، إعادة بناء المدارس، وتدريب المعلمين، وتوفير بيئة آمنة للتعلم هي خطوات أساسية، طفل يتعلم اليوم هو قائد الغد، طبيب يشفي، أو مهندس يعيد بناء الوطن.

  دعم المجتمع الدولي: مسؤولية مشتركة

2- لا يمكن لليمن أن يواجه هذه الأزمة بمفرده.

 المجتمع الدولي مدعو لتقديم الدعم من خلال تمويل برامج التعليم والصحة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، كل دولار يُنفق على طفل يمني هو استثمار في مستقبل أمة.

صوت الأطفال: دعوة للاستماع

أطفال اليمن ليسوا مجرد أرقام في تقارير الأمم المتحدة، بل هم أصوات تحتاج إلى من يستمع إليها، دعونا نعطهم منصة ليحكوا قصصهم، ليرسموا أحلامهم، وليصنعوا مستقبلهم. ففي عيونهم تكمن قوة التغيير، وفي قلوبهم ينبض أمل اليمن.

الخاتمة: من عيون الأطفال يولد الغد

في عيون أطفال اليمن، نرى وجهين لعملة واحدة: معاناة تكاد تُطفئ النور، وأمل يُضيء الطريق. هؤلاء الأطفال، الذين يحملون أحلامًا أكبر من آلامهم، هم اليمن الحقيقي.

 فلنمنحهم الفرصة ليصنعوا مستقبلاً يليق بهم، مستقبلاً يزهر كما تزهر أشجار السدر في أرضهم. دعونا نكون الرياح التي تحمل أحلامهم، لا العواصف التي تُطفئها. فاليمن، في عيون أطفاله، يستحق أن يعيش.