إعصار تيج.. معاناة مستمرة للأطفال

إعصار تيج.. معاناة مستمرة للأطفال - منصة أطفال اليمن: تقرير خاص- أحمد الحرازي

يناير 11, 2024 - 17:08
يناير 12, 2024 - 21:41
 0  44
إعصار تيج.. معاناة مستمرة للأطفال
إعصار تيج.. معاناة مستمرة للأطفال


منصة أطفال اليمن: تقرير خاص- أحمد الحرازي

رغم مرور أكثر من شهرين على حدوث العاصفة المدارية "تيج" التي ضرب محافظات اليمن الشرقية؛ إلا أن آثارها لا تزال باقية على آلاف الأسر، وخصوصاً الأطفال الذين ما يزالون يعانون مرارة النزوح والحرمان.

في محافظة المهرة، ضرب الإعصار مئات المنازل، وأدى إلى تضررها كليًا أو جزئيًا، ولا يزال معظم سكانها في مناطق النزوح داخل المحافظة سواء لدى أقارب لهم أو في مساكن مستأجرة اضطرّوا للإقامة فيها مؤقتًا.

الطفل جميل فؤاد عايش (10 سنوات) واحد من مئات الأطفال الذين تضرروا بسبب إعصار "تيج". يتحدث لمنصة "أطفال اليمن" عما عايشه من هلع وخوف أثناء النزوح وأثناء سقوط المطر الغزير وانقطاع الطرقات بسبب السيول وإغلاق المحلات التجارية والأسواق وانقطاع الاتصالات والكهرباء وغيرها من الخدمات.

حالياً يعاني جميل، شعور الإحباط لعدم تمكّنه من مواصلة الدراسة بعد نزوحه إلى سكن مؤقت مع أسرته.

كان جميل يسكن في حي البنوك بمدينة الغيضة (عاصمة محافظة المهرة)، وهو واحد من الأحياء التي ضربها "تيج" ما اضطر عائلته إلى النزوح إلى منطقة أخرى بعيدة، وأكثر أماناً استجابة لنداءات السلطات الرسمية. 

والد جميل (فؤاد عايش) يعمل مدرساً في مدرسة حسان بن ثابت منذ أن نزح وأسرته المكوّنة من 5 أفراد إلى مدينة الغيضة قادماً محافظة عمران. يكافح حالياً لسداد إيجار منزله الجديد، ويواجه ضغوطاً مادية ونفسية متعددة، منها عدم قدرته على إلحاق ولده جميل في مدرسة بديلة لمواصلة تعليمه. 

فإضافة إلى بعد منزله الجديد عن أقرب مدرسة، لا يستطيع المعلم فؤاد، دفع تكاليف الرسوم والمواصلات اللازمة لإلحاق ولده بالمدرسة، في حين لا يوجد معالجات لهذا النوع من المعاناة التي خلفها الإعصار.

عن شعوره أثناء النزوح، يقول الطفل جميل لمنصة "أطفال اليمن" إنها كانت لحظات صعبة. كل أسرة كانت منشغلة بأوضاعها وأبنائها، ولم يأت أحد لمساعدة أسرته. ويضيف: ظلينا لوحدنا نواجه كل ظروف الخوف وتحديات الانتقال إلى منزل أكثر أماناً من الغرق، فضلاً عن معاناة الحصول على الأكل والشرب والخدمات.

حالياً، يتمنّى جميل، أن يعود إلى مسكنه السابق ليتمكن من اللقاء بأصدقائه، ويعود لمواصلة تعليمه في مدرسته السابقة مع زملائه. معبراً عن شعوره بالملل في المكان الجديد، فهو يعيش فيه حزيناً ووحيداً ومحروماً من وسائل المرح.

آلاف الأطفال في محافظات المهرة وحضرموت وسقطرى، يعيشون ما يقاسيه جميل؛ بعد نزوحهم مع عائلاتهم هرباً من خطر الإعصار. حتى الآن ما تزال معظم الأسر في الشتات لعدم تمكّنها من إعادة تأهيل منازلها المتضررة. وأيضاً كثير من المراكز الخدمية التي تأثرت بفعل العاصفة المدارية لم يتم تأهيلها كلياً، وفق المعلم فؤاد ومواطنين آخرين من أبناء المهرة.

عن الأضرار النفسية التي خلفها "تيج" على الأطفال، يقول رئيس لجنة الإغاثة بمحافظة المهرة فائز بلحاف لمنصة "أطفال اليمن" إنها "كانت كبيرة خاصة بعد فقدانهم ألعابهم، وكل احتياجاتهم، وانتقالهم إلى بيئة مختلفة بعد أن فقدوا منازلهم، ووجوا صعوبة في الانسجام مع أوضاعهم الجديدة". مضيفاً أن "الأطفال أصيبوا بالذعر والخوف الشديد خلال فترة الإعصار".

وعن التدخلات الإغاثية والإنسانية من قبل السلطات المحلية والمنظمات الدولية في هذا الجانب، قال بلحاف، إن هذه الجهود اقتصرت على تقديم الدعم الإغاثي والإيواء ولم يحظ الأطفال بتدخل لمعالجة التأثيرات النفسية سواء من خلال افتتاح مشاريع ألعاب للأطفال أو مراكز للعلاج النفسي وإعادة التأهيل".

وعاتب المسؤول الحكومي، المنظمات الأممية والوكالات الدولية لعدم التفاتها إلى معاناة الأطفال بصورة أساسية، بما يساعدهم على تجاوز آثار الإعصار ويعيد تأهيلهم نفسيًا.

وقال إن المحافظة بحاجة إلى تدخل من قبل المنظمات الدولية بمشاريع يستفيد منها الأطفال المتضررون من تداعيات الإعصار، إلى جانب بناء منازل جديدة للأسرة التي فقدت منازلها كليًا وباتت تتجرع مرارة النزوح.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن الأسر التي تضررت من العاصفة المدارية "تيج" بلغت أكثر من 18 ألف أسرة تضم 126 ألف فرد، منها 16119 أسرة في 8 مديريات بمحافظة المهرة، و2040 أسرة في مديرية الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت، و500 أسرة تضرر في أرخبيل سقطرى.