أطفال اليمن النازحين بمحافظة مأرب بين مقاعد الدراسة وأرصفة الشوارع
تقرير: إسحاق الحميري
تتزايد في اليمن وبمحافظة مأرب ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس ولجوئهم إلى أعمال الشوارع، في مشهدٍ يعكس حجم التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأسر النازحة والمجتمع المحلي على حد سواء.
في شوارع المدينة المزدحمة، يمكن ملاحظة عشرات الأطفال وهم يبيعون المياه والعلكة والمناديل، أو يعملون في الورش ومحطات الوقود، في سنٍ يفترض أن يكونوا فيها داخل الفصول الدراسية يتعلمون ويتهيأون للمستقبل.
يقول عبدالله (12 عامًا)، أحد الأطفال الذين يعملون في بيع المناديل على قارعة الطريق كنت أدرس في الصف الرابع، لكن والدي فقد عمله، فاضطررت أشتغل أساعده، يمكن أرجع المدرسة السنة الجاية."
قصة عبدالله ليست استثناءً، بل تعكس واقع مئات الأطفال الذين اضطروا لترك التعليم والانخراط في أعمالٍ شاقة، بحثًا عن لقمة العيش لأسرهم التي تعاني من الفقر والنزوح
وفق تقديرات تربويين فإن تسرب الأطفال من التعليم ارتفع خلال السنوات الأخيرة بنسبة ملحوظة، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة والنزوح المستمر، إلى جانب ضعف الرقابة الأسرية وغياب البرامج الحكومية الداعمة للتعليم.
مدير إحدى المدارس الحكومية أوضح لـ منصة اطفال اليمن أن كثيرًا من الطلاب يغيبون لفترات طويلة بسبب انتقال أسرهم أو لانشغالهم بأعمال حرة.
وأضاف نحاول التواصل مع أولياء الأمور لإعادتهم إلى المدرسة، لكن الفقر أقوى من رغبتهم في التعليم."
من جانبه، يرى الناشط الاجتماعي والصحفي عميد المهيوبي أن الظاهرة تحتاج إلى تدخل عاجل من السلطات والمنظمات، مشيراً إلى أن “العمل في الشوارع يعرض الأطفال لمخاطر جسيمة مثل العنف، والاستغلال، وحوادث السير، فضلًا عن حرمانهم من حقهم الأساسي في التعليم”.
وبعد تحري تبين أن أسباب الظاهرة هي تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر بالإضافة إلى نزوح آلاف الأسر من مناطق الصراع إلى مأرب وكذالك ضعف البرامج التعليمية والإغاثية الخاصة بالأطفال وايضا غياب الرقابة الأسرية في بعض الحالات.
دعوات للتدخل
تدعو منصة اطفال اليمن المختصون ومنظمات مجتمع المدني إلى إطلاق برامج لدعم تعليم الأطفال النازحين وتوفير حوافز للأسر لتمكين أبنائها من العودة إلى المدارس، إضافة إلى حملات توعية مجتمعية بخطورة تشغيل الأطفال وأثره على مستقبلهم ومستقبل المجتمع.
في ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل مئات الأطفال في مأرب معلقًا بين رغبة في التعلم وواقعٍ قاسٍ يدفعهم إلى الشارع بحثًا عن لقمة العيش، في مشهدٍ يُنذر بجيلٍ مهدد بالضياع إن لم تُتخذ خطوات عملية وسريعة لإنقاذه.