دعوة أممية لزيادة الاستثمار في رعاية الأطفال في مرحلة التنشئة
سلط تقرير أممي الضوء على الحاجة إلى تكثيف الاستثمار في الرعاية في مرحلة التنشئة وخاصة في الدول الأكثر فقرا وهشاشة، لاسيما أن السنوات الأولى من حياة الأطفال تشكل فرصا لا يمكن تعويضها لتحسين صحتهم مدى الحياة وتغذيتهم ورفاههم.
وقال مدير صحة الأمومة والمواليد والأطفال والمراهقين في منظمة الصحة العالمية، الدكتور أنشو بانيرجي "إن تنمية الطفولة المبكرة تعد نافذة مهمة لتحسين الصحة والرفاه، ويستمر تأثيرها حتى الجيل التالي"، مضيفا أنه في الوقت الذي يظهر هذا التقرير تحقيق بعض التقدم المشجع، فإن هناك حاجة لاستثمارات أكبر في هذه السنوات المبكرة حتى يتنسى للأطفال في كل مكان الحصول على أفضل بداية ممكنة لحياة صحية.
ويرصد التقرير- الذي أصدرته كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يونيو الماضي- التقدم الذي تم إحرازه على صعيد تطبيق الإطار الدولي للرعاية في مرحلة التنشئة، وهي وثيقة توجيهية هامة لدعم نمو جسدي ونفسي وعقلي وعاطفي صحي للأطفال الصغار.
ويتبنى إطار الرعاية في مرحلة التنشئة توجها متكاملا حول تنمية الطفولة المبكرة يشمل التغذية والصحة والأمن والأمان والتعلم المبكر والرعاية المستجيبة.
وقال مدير التغذية ونمو الطفل في منظمة اليونيسف، الدكتور فيكتور أغوايو إن "من حق الأطفال في سن مبكرة بدء حياتهم بأفضل طريقة، وهذا يتضمن الحق في الحصول على تغذية سليمة والتحفيز والرعاية المستجيبة والتعلم المبكر وبيئة صحية وآمنة".
وأضاف أغوايو أن هذه الحقوق توفر للأطفال فرصا للنمو والتطور لتحقيق أقصى إمكاناتهم، مشيرا إلى أنه "عندما يزدهر الأطفال، فإن المجتمعات بأسرها تنمو، ويصبح تحقيق مستقبل مستدام أمرا ممكنا".
تعلم فعّال للأطفال
ووفقا للتقرير، فإن الالتزام السياسي بتنمية الطفولة المبكرة زاد منذ إطلاق إطار الرعاية في مرحلة التنشئة قبل خمس سنوات، كما أن 50 في المائة أكثر من البلدان طورت سياسيات أو خططا، ووسعت من خدمات في هذا الشأن.
وأوضح التقرير كذلك أن مسحا سريعا أظهر أن أكثر من 80 في المائة من البلدان التي شاركت به، أبلغت عن تقديم تدريب للعاملين في الخطوط الأمامية لدعم الأسر في توفير أنشطة للتعليم المبكر والرعاية المستجيبة.
ونبّه التقرير إلى الحاجة لمزيد من الاستثمارات لتعزيز الخدمات وإظهار التأثير لاسيما بين السكان الأكثر هشاشة، هذا علاوة على ضمان توفير الدعم المناسب للأطفال الذين يعانون من صعوبات في النمو، والاهتمام بالسلامة النفسية الاجتماعية لمن يقدمون الرعاية.
وقالت مديرة صحة ونمو الأطفال في منظمة الصحة العالمية، بيرناديت دايلمانز إنه "من أجل تحسين صحة الأطفال، فإنه ينبغي لنا ألا نركز على تلبية احتياجاتهم الجسدية فحسب، وإنما يجب أن نضمن أنهم قادرون على التعلم بصورة فعالة، وتطوير علاقة إيجابية ومجزية عاطفيا مع من حولهم".
وشدد التقرير على أنه لكي يتم خلق بيئة مواتية لتنمية الطفولة المبكرة، فيجب بذل جهود مترابطة مدعومة بتمويل خاص عبر قطاعات مختلفة، بما فيها الصحة والتعليم والصرف الصحي وخدمات الحماية.
كما أنه من المهم أيضا توفير سياسيات ملائمة للعائلة تعزز الوصول العادل إلى رعاية أطفال عالية الجودة بتكلفة ميسورة.